Admin Admin
عدد المساهمات : 178 نقاط : 862 تاريخ التسجيل : 22/10/2009 العمر : 60 الموقع : zendar.ahlamontada.com
| موضوع: الجنة والنار عند الفراعنة الخميس فبراير 01, 2024 5:18 pm | |
| منذ بدء الخليقة ظهرت فكرة الثواب والعقاب، الجنة والنار، فالحياة الأخرى تنقسم اثنين، عالم للأخيار ينعمون فيه برغد العيش، يحصدون كل ما يتمنون ويفوزون بلقاء الله وملائكته ورسله، وفقًا للرواية الإسلامية، وعالم آخر للأشرار يعاقبون فيه على ما كسبت أيديهم فى الدنيا، يصلون نارًا وقودها الناس والحجارة، كلما نضجت جلودهم يبدلهم الله جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب، تلك تصورات القرآن عن العالمين، مكملًا لحكايات التوراة والإنجيل، ومتماسًا مع الأساطير القديمة، كأسطورة الجنة السومرية فى أرض دلمون، وحتى تلك الفكرة التى وجدت مسجلة على جدران المعابد الفرعونية عن الحياة الأخرى والبعث والخلود. فى هذا الملف ندخل أكثر إلى عالم الحياة الأخرى، نحاول التعرف على التصورات الدينية والأسطورية للجنة والنار، تلك الفكرة الرمزية التى صارت ميزانًا للعدل فى الكون، ونبراسًا للحياة المؤقتة على الأرض. كانت عقيدة البعث والخلود جزءًا مما آمن به المصرى القديم قبل ظهور الأديان، وقد سجلت على جدران المعابد الفرعونية والأهرامات وفى كتاب الموتى الشهير، فإيمان المصرى القديم بتلك العقيدة ما هو إلا نتاج لبعض الظواهر الطبيعية التى لاحظها وأثرت فيه، فقد رأى بعد كل غروب للشمس شروقًا، وبعد كل فيضان فيضانًا آخر، فآمن بأن له حياة أخرى بعد الموت، اعتقد بأن هناك جنة للأبرار، وهى ما أطلق عليه اسم «يارو» أى حقول أوزير، اعتقد أيضًا أن هناك نارًا وجحيمًا للأشرار، وأطلق عليها «سج»، ولهذا آمن بوجود محاكمة فاصلة للموتى بعد الموت لكل متوفى أمام «أوزير»، إله العالم الآخر ورب الموتى. يعتقد المصريون القدماء - بعد الموت - أن إقامتهم بالقبر ليست أبدية، إنما هناك محاكمة إلى حياة أخرى، وهى الحياة الأبدية الخالدة، وهى ما عبر عنها فى اللغة المصرية القديمة «دى عنخ جت جح» وترجمتها «ليعطى الحياة أو الأبدية»، والتى كانت تختم بها كل دعواتهم على المقابر. ونجد أن المصرى القديم قد سجّل فى كتاب «البوابات»: «إن أبدانكم سوف تقوم من أجلكم.. إن عظامكم سوف تلتحم من أجلكم.. سوف ينزعون عنكم أكفان المومياء وتلقون جانبًا أقنعة المومياء.. تحرروا مما يضجركم كى تتمتعوا بالحقول «يارو» الجنة». الجنة عند المصريين القدماء ويرى المصرى القديم للجنة «يارو» أو حقول الإله أوزير، كما وردت فى كتاب الموتى التعويذة 110، فالجنة بالنسبة إليه عبارة عن أنهار ماء تجرى باللون الأزرق، وبينها حقول «أوزير»، ويقوم المتوفى بالإبحار بحرية فى هذه الأنهار بمركب صغير يحمله وحده، وفى بعض المناظر تكون زوجته خلفه فى حقول «أوزير»، ومنظر آخر يمثله وهو جالس أمام مائدة القرابين، يأكل ويشرب من الطعام والفواكه والمشروبات، وصور منها «الخبز - البيرة - البصل - اللحم - الخس - البط - الإوز» ومن الفواكه «الرُمان، العنب، التين» لقد تخيل أن هذه الجنة تحت الأرض، وسبب ذلك دفن المتوفى تحت الأرض فى المقبرة، ووجود الأنهار نابع عنده من حفر الآبار، وخروج الماء منها، لذا رأى أن هذه الجنة للحياة الأخرى أسفل الأرض بها أنهار كثيرة تروى منها حقول أوزير. النار عند الفراعنة كما اعتقد المصرى القديم فى الجنة للأبرار، فقد أعتقد - أيضًا - فى النار أو الجحيم للأشرار، ولقد أطلق عليها اسم «سج»، ومعناها فى اللغة المصرية القديمة «النار»، وقد تخيلها المصرى القديم كما وردت على أوراق البردى بكتاب الموتى التعويذة رقم 17. عبارة عن بحيرة باللون الأحمر، يلقى فيها الأشرار فتحرق أجسادهم، وتحاط هذه البحيرة بسور أسود سميك، ليس له مدخل أو مخرج، مغلق تمامًا، فالداخل إليها مفقود وليس من سبيل للخروج منها، ويحيط بها من الخارج عشرة ثعابين من ثعابين الكوبرا القاتلة، وفى الزركان الأربعة لهذه البحيرة نجد ثمانية أو أربعة قرود قابعة على الكرسى لحراسة هذه البحيرة أو الجحيم، لمنع الآثمين من الفرار. وقد ورد العديد من تصوير الجحيم أو النار فى كثير من البرديات ومناظر المقابر، وإن اختلفت التفاصيل، إلا أن المضمون والأصل فيها واحد، ألا وهو تصوير حرق الآثمين فى بحيرة النار مفصولى الرأس، مقيدة أذرعتهم، وفى بعض المناظر فى وضع مقلوب | |
|